الْمُمْتَرِينَ) فيه ، وذلك إيحاء صارم الى من وراءه من المسلمين تثبيتا ، والى الناكرين من أهل الكتاب تتبيبا ، ثم ومتعلّق الامتراء ليس يختص بأصل رسالته ، أم وقبلته ، بل وأنهم يكتمون الحق وهم يعلمون ، إذ كانوا يرتابون فيه كأنهم لا يعلمون ، أم هم شاكون (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أنهم يعرفونك كما يعرفون أبناءهم ، وأنهم يكتمون حقك وهم يعلمون.
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٤٨).
هنا محتملات حسب عديد الاحتمالات أفضلها جمعها ما لم تطارد أدب اللفظ والمعنى : «ولكلّ» من الناس : ملحدين ومشركين وكتابيين ومسلمين ـ أم «لكلّ» من الثلاث الآخرين ، او الآخرين ، أم المسلمين.
«وجهة» قلبية أو قالبية ، فالثانية هي القبلة لدعاء وصلاة ، والأولى هي لكل الحالات والصّلات.
«هو» الله «موليها» أياها ، أم «هو» صاحب الوجهة مولي نفسه أياها ، وهذه ستة عشر وجها في الوجهة المولاة ، تضرب في استباق الخيرات مادة ومدة وعدة وعدة فهي (٦٤) احتمالا ، والأصل في معارك الوجهات والاتجاهات هو (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) في كل المجالات ، فمهما كانت وجهة الملحدين الماديين هي المادة قلبا وقالبا ، ووجهة المشركين ـ كذلك ـ هي الآلهة المختلفة المختلقة ، ووجهة الكتابين قبلة هي القدس والمشرق ، وروحية هي مختلف اتجاهاتهم في شرعة الله ، ووجهة المسلمين كقبلة قدسا لفترة وكعبة على طول الخط ، وفي كلّ جهات حسب مختلف الواجهات في المعمورة وسواها ، والوجهة الروحية حسب مختلف المذاهب والاجتهادات «هو» الله «موليها» تكوينا وتشريعا ، و «هو» صاحبها «موليها» اختيارا دونما اضطرار ...