الوصي ثم الوكيل او الورثة امّن هو ممن له مدخل الى حقل الوصية ، هو الذي يبدله ، فلا إثم ـ إذا ـ على من سبقه حيث طبقه ، ولا على الوصي حين أوصى كما يجب.
و (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) الوصية والشهادة ، وسميع قول من بدلّه «عليم» بما يخفي أو يعلن ، فتبديل الوصية الصالحة في كل مواقفها إثم مهما اختلفت دركاته حسب مختلف التبديل ، حتى إن أوصى بمال له ليهودي او نصراني (١) ما لم يكن
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٦١ عن الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال : أوصت ماردة لقوم نصارى بوصية فقال أصحابنا اقسم هذا في فقراء المؤمنين من أصحابك فسألت الرضا (عليه السلام) فقلت : إن أختي أوصت بوصية لقوم نصارى وأردت أن أصرف ذلك الى قوم من أصحابنا المسلمين فقال : امض الوصية على ما أوصت به قال الله تعالى : (فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) وفيه عن أبي سعيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سئل عن رجل أوصى بحجة فجعلها وصية في نسمة؟ فقال : يغرمها وصية ويجعلها في حجة كما أوصى به فإن الله تبارك وتعالى يقول (فَمَنْ بَدَّلَهُ ...) وفيه عن حجاج الخشاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : سألته عن امرأة أوصت إلي بمال ان يجعل في سبيل الله فقيل لها : أيحج به؟ فقالت : اجعله في سبيل الله ، فقالوا لها نعطيه آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)؟ قالت : اجعله في سبيل الله فقال ابو عبد الله (عليه السلام) اجعله في سبيل الله كما أمرت ، قلت : مرني كيف اجعله؟ قال : اجعله كما أمرت ان الله تبارك وتعالى يقول (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) أرايتك لو أمرتك ان تعطيه يهوديا كنت تعطيه نصرانيا؟ قال : فمكثت ثلاث سنين ثم دخلت عليه فقلت له مثل الذي قلت له اوّل مرة ، فسكت هنيئة ثم قال : هاتها ، قلت : من أعطيها؟ قال : عيسى شلقان أقول : في سبيل الله في عرف ذلك الزمان ـ كما هو ظاهر الحديث ـ تعني الجهاد ، وصحيح محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل اوصى بما له في سبيل الله؟ فقال : أعطه لمن أوصى به وان كان يهوديا او نصرانيا إن الله تبارك وتعالى يقول: (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ ...).
أقول : كل ذلك إذا كانت الوصية لغير المسلم من المعروف تأليفا لقلوبهم او مودة إليهم كما قال الله : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) ـ الى قوله ـ (أَنْ تَبَرُّوهُمْ) والوصية بر ، وهو