عنه بالواقع المشار إليه فيها وليذكّروا ماضيهم فيعرفوا من هم؟.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) ٦٧.
يقولها لهم موسى لمّا راجعوه بشأن القتيل المجهول أمره ليوضّح لهم ، وإذا هم بأمر لا يناسب في قياسهم سؤلهم وسؤالهم ، وهو في نفس الوقت هتك لما يحترمونه من البقرة لحد عبدوها لفترة ، بل (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) (٢ : ٩٣) ثم إذا كانت هناك صلة فلتكن إحياء الميت بذبح البقرة وذلك هو أبعد البعد صلة بأمرهم! فكيف ـ إذا ـ يذبحون بقرة؟ ولا تمتّ بصلة قريبة ولا بعيدة لمعرفة القاتل ، أم كيف يعرف القاتل بقتل آخر!
لكنهم تناسوا الحكمة الربانية الخفية في أوامره ، الجليلة في تطبيقاتها ، كما جربوها ردحا بعيدا من الزمن ، فتثاقلوا في الائتمار ، واثاقلوا في الحوار ، فرارا عما أمروا به إلى سواه ، بسيّئ الأدب مع الله ورسوله في أصل الأمر وفصله ، ولكنهم في نهاية الأمر (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) بعد ما تحمّلوا مواصفات زائدة في «بقرة» ما كانت عليهم لو ائتمروا من فورهم دون تعنّت وتساءل!
الأمر الأول لم يحمل إلّا «بقرة» طليقة عن كل صفة إلّا كونها «بقرة» ثمينة أو رخيصة ، فارضا أم بكرا أم عوانا ، صفراء أم سوداء أم بيضاء أم عوانا ، فقد كانت تكفيهم في البداية ـ حسب طليق الأمر ـ أيّة بقرة.
وكما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : «... ولو أنهم
__________________
ـ عنق العجلة في الوادي ٥ ثم يتقدم الكهنة بنو لاوي لأنه إياهم اختار الرب إلهك ليخدموه ويباركوا باسم الرب حسب قولهم تكون كل خصومة وكل ضربة ٦ ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل أيديهم على العجلة لمكسورة العنق في الوادي ٧ ويصرحون ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر ٨ اغفر لشعبك إسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بريّ في وسط شعبك إسرائيل. فيغفر لهم الدم فتنزع الدم البريّ من وسطك إذا عملت الصالح في عيني الرب.