لقد ذكر من ذكر هنا وأشير إلى غيرهم بمثلث : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ) بعد ، واختص لكلّ شطر من الشطرات الثلاث المذكورة مواصفة خاصة ، فالأولى : (وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) وللثانية (كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) وللثالثة (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ).
هكذا يظهر في بادئ الأمر ، ولكن الثلاث مشتركة في هذه الثلاثة ، ف (كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) دون «نجزيهم» يعمم الجزاء لكلّ النبيين ، ثم (كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) تشمل معهم من قبلهم وكلا من الصالحين المذكورين بعد وغير المذكورين ، ثم (وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) يشمل كلّ الشطرات الثلاث ومن سواهم من المفضلين.
(وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٨٧) :
وبعضا من آباءهم وذرياتهم وإخوانهم ، أيضا هم من الموهوبين لإبراهيم (ع) اللهم إلّا نوحا ومن آباءه آدم وشيث وإدريس ، ومن ذرياته الأنبياء الذين كانوا قبل إبراهيم ، اللهمّ إلّا في سعة نطاق هذه الوهبة لتشمل الآباء إلى الذرية.
فلأن الأكثرية الساحقة من النبيين هم من ذرية إبراهيم فقد يصح (وَوَهَبْنا لَهُ) بل وكما تصح هذه الوهبة له في غير ذريته فإنهم من شدّات سلسلة النبوة الربانية في تاريخ الرسالات ككلّ ، فإنها وهبة لكلّ منهم مساندة ومساعدة في هذه الدعوة الرسالية ، ولا سيما إبراهيم (ع) لأنه عمود في موكب الرسالات إلّا خاتم المرسلين.
هنا (وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) تعم كافة الرسل عن
__________________
ـ الأنبياء عليهم السلام من طريق مريم عليها السلام وكذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل امنا فاطمة سلام الله عليها.