ومما يحير العقول نقل أمثال هذه الأحاديث في كتب التفسير وسواها تصديقا لمحتوياتها دون رعاية لحرمة القرآن ورسوله أو دراية لما يروى!.
وهكذا ابتلي الإسلام بروايات مختلقة تروى وتقع موقع القبول ،
__________________
ـ الله تبارك وتعالى فيه الذي انزل.
وفيه عن تفسير القمي حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : ان عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان أخا عثمان من الرضاعة اسلم وقدم المدينة وكان له خط حسن وكان إذا نزل الوحي على رسول الله (ص) دعي فكتب ما يمليه عليه رسول الله (ص) فكان إذا قال له رسول الله (ص): (سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يكتب (سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وإذا قال : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) يكتب «بصير» ويفرق بين التاء والياء وكان رسول الله (ص) يقول : هو واحد فارتد كافرا ورجع إلى مكة وقال لقريش : والله ما يدري محمد ما يقول : أنا أقول مثل ما يقول فلا ينكر عليّ فأنا انزل مثل ما ينزل فانزل الله على نبيه في ذلك (وَمَنْ أَظْلَمُ ...) فلما فتح رسول الله (ص) مكة امر بقتله فجاء به عثمان قد أخذ بيده ورسول الله (ص) في المسجد فقال يا رسول الله (ص) اعف عنه فسكت رسول الله (ص) ثم أعاد فسكت ثم أعاد فقال (ص) هو لك فلما مر قال رسول الله (ص) لأصحابه : ألم أقل من رآه فليقتله فقال رجل كان عيني إليك يا رسول الله (ص) ان تشير لي فأقتله فقال رسول الله (ص) ان الأنبياء لا يقتلون بالاشارة فكان من الطلقاء».
وفي رواية ابن عباس انه ابن سعد ابن أبي سرح وكان اسلم وكتب الوحي لرسول الله (ص) وانه لما نزلت الآية في «المؤمنون» (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) دعاه النبي (ص) فأملأها عليه فلما انتهى الى قوله (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) عجب عبد الله في تفصيل خلق الإنسان فقال : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فقال رسول الله (ص) : هكذا نزلت علي ... فشك عبد الله حينئذ وقال : لئن كان محمد صادقا لقد اوحي إليّ كما اوحي إليه ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين (رواه الكلبي عن ابن عباس).
أقول : في هذه الروايات مس من كرامة الرسالة وامانتها وكرامة الوحي ومحتدة فهي من المختلقات الزور أعاذنا الله منها.