مناقضة صريحة لكتاب الله الناطق بالحق!.
وهذه الآية تندد ـ فيمن تندد ـ بهؤلاء المجاهيل الأغبياء ، الراوين لأمثال هذه المختلقات الزور ، ثم البسطاء الذين يتقبلونها آخذين لها بعين الإعتبار ، لا لشيء إلّا لأن فلانا روى وفلانا هوى.
ذلك! وابن أبي سرح المختلق فيه ـ في هذا المسرح ـ ما اختلق ، كان ـ لو كان ـ يكتب الوحي في المدينة وآية التنديد مكية ، ثم وكيف يستأمن النبي الصادق الأمين مثل هذا الخائن اللعين المصرح بخيانته ثم يقره عليها ، ثم هو يرتد بتلك المجاراة الخائنة!.
وهنا نعرف الضرورة القاطعة في عدم الوثوق إلى الروايات شيعية أو سنية ما لم يصدقها القرآن ، أم ولأقل تقدير لم يكذبها (١).
ثم «أو» العاطفة بين الأولين دليل اختلافهما ، فالمفتري على الله الكذب هنا لا يشمل «من قال أوحي إلى ...» مهما كان من المفترين ،
__________________
(١) فما لم تتقن في دلالة قرآنية لشيء ليس لك نقل حديث فيه او تصديقه ، وإذا استفاض أو تواتر حديث عن الرسول (ص) أو الأئمة المعصومين من ذريته فالموافق للقرآن مصدق مفروض ، والمخالف للقرآن مكذب مرفوض ، وما لم تجد له أصلا في كتاب الله فالى سنة رسول الله (ص) وما لم تجده فيها مما لا يخالف قاطع العقل والعلم والحس تصدقه ، وحين يخالف واحدا منها لا تصدقه ، وغير المخالف ولا الموافق للكتاب والسنة وغيرهما من المقطوع حجيته نتردد فيه ونحمّله على راويه.
إذا فلا يجوز الاستناد الى حديث بمجرد ان ناقله فلان ومصدقه فلتان ، حيث الرسول (ص) يحذرنا عن ذلك في خطبته الشهيرة الغرّاء في منى : «لقد كثرت علي الكذابة وستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار فما جاءكم عني من حديث يوافق كتاب الله وسنتي فانا قلته وما جاءكم من حديث يخالف كتاب الله أو سنتي فلم أقله».