وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك» (١).
(إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ) عن موته وكذلك (النَّوى) إلى حياة نباتية أم حيوانية أو إنسانية ، فنوى النطفة تنقلب جنينا حيا ، وذلك إخراج للحي من الميت : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) كعملية دائبة دونما أية وقفة ، لمحة من المضارع المقصود به الاستمرار لأنه أهم.
(وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) بصيغة الفاعل اللّامحة إلى الأقل عملية لأنه دون الأوّل ، أم ولأنه معطوف على «فالق» ففاعل ، و«يخرج» تفسير ل «فالق» ففعل.
«ذلكم» العظيم العظيم هو «الله» دون من سواه (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) تحوّلون إلى كذب خاو وأنتم تعلمون؟.
وليس فحسب أن العلم على تقدمه البارع لم يصل حتى الآن إلى سر الحياة ، بل ولمّا يصل أيضا إلى حقيقة المادة ، والعلم كله عند الله (ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)!.
(فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(٩٦) :
«الإصباح» هو الدخول في الصبح ، وليس الداخل فيه إلّا الشمس الآخذة في طلوعها في الآفاق وعلى ضوءها كلّ المصبحين ، فالله هو الذي يفلق الإصباح ، حيث يشق ظلام الليل في منتهى انحداره فيفلق ظلام الجو بطلوع الشمس ، فالدخول في الصبح بحاجة إلى فلق وهو (فالِقُ الْإِصْباحِ).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٣٤ ـ اخرج ابن أبي شيبة عن مسلم بن يسار قال كان رسول الله (ص) يدعو ...