ولأنه (جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) فلا تصلح الحركات المتعبة في الليل أو أسحاره دون نوم ، ولا ذبح الحيوان فيه إلّا عند الضرورة (١).
ولأن النساء سكن فقد يرجح التزويج بالليل سكنا على سكن (٢) «ولا تسر أول الليل فإن الله جعله سكنا وقدره مقاما لا ظعنا فأرح فيه بدنك وروح ظهرك» (٣).
وترى «حسبانا» هي جمع الحساب كركبان وشهبان ، أم مصدر كالرجحان والنقصان؟.
قد يرجح المصدر بمعنى ما يحسب به وكما (يُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) (١٨ : ٤٠) ، فكما أن العذاب حسبان يحسب به محاسبة العذاب ، كذلك الشمس والقمر حسبان يحسب بهما محاسبة السنين والشهور والأيام والساعات.
فلقد جعل الشمس والقمر لمحاسبة الأوقات لحد يعبر عنهما بالحسبان الحساب و (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
فكما (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) كأنه نفس المواقيت حال أنه لمعرفة المواقيت بأهلّته ، كذلك الشمس وبأحرى منه
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٤٩ في تهذيب الأحكام باسناده الى ابان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يأمر غلمانه أن لا يذبحوا حتى يطلع الفجر ويقول ان الله تعالى جعل الليل سكنا لكلّ شيء ، قال : قلت جعلت فداك فان خفنا؟ قال : ان كنت تخاف الموت فاذبح».
(٢) المصدر في الكافي الحسين بن محمد عن علي بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا (ع) قال : سمعته يقول في التزويج : من السنة التزويج بالليل لأن الله جعل الليل سكنا والنساء إنما هن سكن.
(٣) المصدر في نهج البلاغة عن الامام علي امير المؤمنين (ع).
(٣) المصدر في نهج البلاغة عن الامام علي امير المؤمنين (ع).