المرغوب من الشهوات الحاضرة ، مهما كانت قذرة حاذره.
وثالثة أن تزين هذه أكثر مما هي ، أماهيه من تزيينات غير واقعية تضلل.
فاللذات المنحرفة في أي حقل من حقولها ، انحرافا عن سليم الفطرة أو العقلية الإنسانية أو الحس أو العلم أو عن قضية الشرعة ، هي المزيّنة أصولها ، المنجرفة في شفا حفرها.
ثم اللذات الصادقة غير المنحرفة هي السليمة التي تصبح ذرائع لوصول الحق المرام : (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ) (٤٩ : ٧).
إن تزيين السيآت قد ينسب إلى الشيطان وأخرى إلى الرحمن ، فحين ينسب إلى الشيطان فلأنه من هامة سعيه تضليلا لمن يستجيبه ، وحين ينسب الله إلى نفسه فلأنه لا يصد الشيطان عن ذلك التزيين ، بل : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ. وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ. حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ. وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٤٣ : ٣٩) (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) (٤١ : ٢٥).
لا فحسب ، بل (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٦١ : ٥) و (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (٢ : ٧) ختما وغشاوة بما عموا وصموا وهم يعلمون.
أجل «كذلك» العدل الحكيم (زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) من أمة الخير وأمة الشر ، كلّا كما هواه وحواه وسعاه ، تزيين الخير للخيّرين وتزيين الشر