فهلّا يجوز لنا سبّهم أو سب آلهتهم اعتداء بالمثل؟.
طبعا نعم حيث لا تشمله آية الحظر ، اللهم إذا ازدادوا به سبا لله ، ورعاية الأهم مفروضة على أي حال ، ولا أهمّ حظرا من سب الله ، فالاستسباب محرم على أية حال وكذلك التسابّ إذا سبب مزيد السب لله ولأهل الله.
ذلك وإذا سبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تركا لمعروف أو فعلا لمنكر ولا سيما سب الله فذلك الأمر والنهي منكران.
وترى كيف يسب المشرك الله وهو معترف بالله قائلا (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى)؟.
(مِنْ دُونِ اللهِ) لا يختص بالمشركين ، بل والذين يدعون المادة ناكرين وجود الله ، ثم والمشركون قد يسبون الله (عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) حين تسب آلهتهم «عدوا» : تجاوزا ، وتعاميا عما يعتقدون من ألوهية الله «بغير علم» جهلا أو تجاهلا مقصرا بجنب الله.
بل وقد يسب المسلم ربه حين يتغيّظ فلا يملك لسانه ف «يسب الله عدوا بغير علم» والعدو هو التجاوز عن الحد ، ولا تجاوز أحدّ وأعدى من سب الله!.
و (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) عدلا منا حكيما ، فتزيين الصالحات للصالحين جزاء بما أصلحوا ، وتزيين الطالحات للطالحين بما أفسدوا (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ).
والتزيين قد يكون واقعيا يستوي فيه المؤمن والكافر (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) (١٨ : ٧) (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) (٢٤ : ٣١).
وأخرى ابتلائيا جزاء بالسيئات وهو أن يظهر عمل أو مال أو حال بمظهر