وترى إن هم سبوا الله أم أهل الله دون سب منا إلا الدعوة إلى الله
__________________
ـ السن وتقضي العمر» (١٦٢ / ٢٩٢).
ويخبر عن حجاج الثقفي : أما والله ليسلّطن عليكم غلام ثقيف الذيّال الميّال ، يأكلّ خضرتكم ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة : ـ الخنف ، التي لدغته حتى ماتت ـ.
وفي المغيرة بن الأخنس حين وقعت مشاجرة بينه (ع) وبين عثمان فقال الأخنس : ان أكفيكه فقال (ع) : يا ابن اللعين الأبتر ، والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع ، أنت تكفيني؟ فو الله ما أعز الله من أنت ناصره ، ولا قام من أنت منهضه ، أخرج عني أبعد الله نواك ، ثم أبلغ جهدك ، فلا أبقى الله عليك إن أبقيت» (١٣٣ / ٢٤٧).
وقال (ع) للبرج بن سهر الطائي : اسكت قبحك الله يا أثرم ـ ساقط الثنية من الأسنان ـ فو الله لقد ظهر الحق فكنت فيه ضئيلا شخصك ، خفيا صوتك ، حتى إذا نعر الباطل نجمت نجوم قرن الماعز» (١٨٢ / ٣٣٣).
ومن كتاب له (ع) إلى زياد بن أبيه وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه : وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستنزل لبك ، ويستقل غربك : ـ يثلم حدثك ونشاطك ـ فاحذره فإنما هو الشيطان ، يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ليقتحم غفلته ، ويستلب غرّته : ـ ساذج عقله ـ وقد كان من أبي سفيان في زمن عمر ابن الخطاب فلتة من حديث النفس ، ونزعة من نزعات الشيطان ، لا يثبت بها نسب ، ولا يستحق بها إرث ، والمتعلق بها كالواغل المدفع : ـ المحاجز ـ والنوط المذبذب» (٢٨٣ / ٥٠١).
ومن كتاب له (ع) إلى المنذر بن الجارود العبدي وقد خان في بعض ما ولاه من أعماله : «أما بعد فان صلاح أبيك ما غرني منك ، وظننت أنك تتبع هديه ، ونسلك سبيله ، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك ، لا تدع لهواك انقيادا ، ولا تبقي لآخرتك عتادا ، تعمر دنياك بخراب آخرتك ، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك ، ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك ، ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر ، أو ينفد به أمر ، أو يعلى له قدر ، أو يشرك في أمانة ، أو يؤمن على خيانة ، فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إنشاء الله» (٣١٠ / ٥٥٩).