كذلك محظور محظور ، ف «إذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم سبونا بأسمائنا ...»(١).
__________________
(١) المصدر ٨ : ٧٥ في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا (ع) من الأخبار المتفرقة حديث طويل وفي آخره قال (ع): ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على اقسام ثلاثة أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم سبونا بأسمائنا وقد قال الله تعالى : «وَلا تَسُبُّوا ...».
أقول : ولا يدخل في حقل السب هذا الذم العادل المنبّه القادح لمن هو قادح كما نجد في آيات عدة وروايات ، ومما ذم الامام امير المؤمنين (ع) بعض المستحقين للذم :
يقول في الأشعث بن قيس وقد اعترض عليه أثناء خطابه عن التحكيم ـ وكان من أصحابه ثم خرج عليه ـ : ما يدريك ما عليّ مما لي ، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ، حائل ابن حائل منافق ابن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام أخرى ، فما فداك منهما مالك ولا حسبك وإن امرء دل على قومه السيف ، وساق إليهم الحتف ، لحريّ أن يمقته الأقرب ، لا يأمنه الأبعد» (الخطبة ١٩ / ٦٣).
وقال في مصقلة بن هبيرة الشيباني الخارج عليه بعد التحكيم الهارب إلى معاوية قبّح الله مصقلة ، فعل فعل السادة وفرّ فرار العبيد ، فما انطق مادحه حتى أسكته ، ولا صدّق واصفه حتى بكّته ، ولو أقام لأخذنا ميسوره وانتظرنا بماله وفوره» (٤٤ / ١٠٢) وقال في مروان الحكم حيث أخذ أسيرا يوم الجمل فاستشفع الحسنين عليهما السلام إلى أمير المؤمنين (ع) فكلماه فيه فخلى سبيله فقالا له : يبايعك يا أمير المؤمنين فقال (ع) : أو لم يبايعني بعد مقتل عثمان ، لا حاجة لي في بيعته ، إنها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته ـ استه ـ أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه ، وهو أبو الأكبش الأربعة ، وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما احمر» (٧١ / ١٢٨).
وقال (ع) لعثمان ينصحه : «فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث يشاء بعد جلال ـ