وللآخرين حتى لا يتدنس المجتمع ، أو السب الذي هو لزام الحجاج بالتي هي أحسن ، فلا محظور فيه مهما سببت سبّا هو أدنى من واقع الباطل المحتال المختال ، وعلى أية حال فرعاية الأهم في دوران الأمر بينه وبين المهم ضابطة ثابتة لا حول عنها ولا محيد.
فالحاصل أن بيان الواقع الذميم ولا سيما في الحجاج ليس سبا ، إنما السب هو نسبة الباطل كما هو لغويا هو الشتم الوجيع ، فليس كلّ وجيع شتما وليس كلّ شتم وجيعا ، إنما هو الفرية السوء فإنها وجيعة لكلّ أحد.
إذا فبيان الواقع السوء ولا سيما في مقام الحجاج المصلح للسيء أم وللآخرين ، ليس ذلك سبا مهما سبّب سبا ، وهنا دور تقديم الأهم على المهم.
فالغيبة أو الفرية محرمة بصورة طليقة ولا سيما مع الإهانة الزائدة وهي السب ، وأما بيان الواقع دونما إهانة زائدة فليس من السب في شيء ، فإنما السب هو نسبة الباطل غير الواقع بصورة موجعة كأن تقول لعابد الطاغوت ابن الفاعلة أم وللطاغوت الذي ليس وليد زنا ابن الفاعلة.
وترى سب الذين يدعون من دون الله إنما يحظر عليه إذا سبب ـ فقط ـ سب الله؟ وأما ولي الله فلا؟ وسبه لولايته لله هو سب الله!.
نعم ، إنه محظور كما السب الذي يسبب سب الله ، مهما كان الله نفسه تعالى وتقدس هو الأصل في ذلك الحظر (١).
ذلك وذكر مثالب أعداء الله حين يستجر مثالب على الله وأولياءه ،
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٥٧ عن عمر الطيالسي عن أبي عبد الله (ع) قال : سألته عن قول الله «ولا تسبوا ...» قال فقال (ع) يا عمر هل رأيت أحدا يسب الله؟ قال : فقلت : جعلني الله فداك فكيف؟ قال : من سب ولي الله فقد سب الله.