اسم الله بسائر شروط التذكية ، أن حرمتها بكونها ذبيحة غير المسلم غير واردة في تفاصيل التحريم الذاتي في القرآن بحقل بهيمة الأنعام ، وكذلك السنة.
ولا تصلح (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) في المائدة بيانا لشريطة إسلام الذابح كما فصلناه عند تفسيرها ، فلا يدخل في الحصر فعل المخاطبين وإلّا لكان ما ذكاه غيرك من المسلمين محرما عليك ، فإنما الخطاب هنا للمسلمين حيث المخاطبون هنا هم المسلمون في هذه الأحكام ، وأنهم هم الذين يطبّقون شروطات الذبح الشرعية.
وهنا ـ بين شروط الذبح ـ ذكر اسم الله ، يحتلّ الموقع الأعلى ، المخصوص بالذكر في الذكر الحكيم ، ثم التوجيه إلى القبلة وفري الأوداج الأربعة يستفادان من السنة القطيعة ، وما شرط الإسلام إلّا للشرط الأوّل كأصل والآخرين فرعا له.
ولقد كانت هذه النصوص تواجه قضية حاضرة في البيئة الجاهلة حيث كانوا يمتنعون من ذبائح أحلها الله ويحلّون ذبائح وميتات حرمها الله ويزعمونه من شرعة الله تخرصا على غيب الله : (وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ) اعتداء على شرعة الله (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ) ف «اعلموا عباد الله أن المؤمن يستحل العام ما استحل عاما أوّل ويحرم العام ما حرم عاما أوّل ، وأن ما أحدث الناس لا يحل لكم شيئا مما حرم عليكم ولكن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرّم الله .. وإنما الناس رجلان : متّبع شرعة ومبتدع بدعة وليس معه من الله سبحانه برهان سنة ولا ضياء حجة ..(الخطبة ١٧٤ / ٣١٦).
(وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ)(١٢٠) :