بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ)(١٣٦) :
فالذرء هو إظهار الله تعالى ما أبدأه وأبدعه ، فهو الذارء للزرع والضرع : الأنعام ، أو الإنسان وسائر الكون : (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٢٣ : ٧٩).
صحيح أن للإنسان دخلا في الحرث ولكن الزارع في الحق هو الله : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ) (٦ : ١٤١) : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (٥٦ : ٦٤).
ف «ما ذرأ» من الحرث «هو لله أصلا وفصلا ، وقد جعلهم الله مستخلفين فيه ولكنهم بحمقهم في عمقهم «جعلوا لله مما ذرأ من الحرث نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم» رغم أنه كله لله لا خصوص ما جعلوه لله ، وإذا كان هذا لله بزعمهم فليصرف ـ إذا ـ في سبيل الله دون شركائهم ، فذلك ـ إذا ـ زعم على زعم في «هذا لله» إذ لا يبقى نصيب فيما يزعمونه ـ عمليا ـ لله.
انهم «قالوا (هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا) فليصل نصيب كلّ إليه ، فما كان لله يصرف في سبيله ، وما كان لشركائهم يصرف في سبيلهم ، ولكن (فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ) اختصاصا لها أولا وأخيرا لشركائهم (وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ) قائلين إن الله غني لا يحتاج إلى نصيبه ، وشركاءنا فقراء فليكن الكلّ لهم دون الله (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) أصلا وفصلا ، فأصل تقسيمهم باطل عاطل إذ المال كله لله ، وفصله بين الله بين شركائهم باطل ثان إذ لا يسوى بالله سواه في أصل أو فصل ، وتخصيصه بعد باطل الفصل والأصل بشركائهم باطل ، ثالوث من باطل الحكم تهكما وزورا زين لهم كأنه هو الحق ، تبريرا له أن الله غني