بالله والأمر بتوحيد الله ك (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) (١٧ : ٢٣) ـ (وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ. وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) (٣١ : ١٤).
ذلك ، لأنهما ـ الشاملين لوالدي الروح كالدعاة إلى الله ووالدي الجسم ـ هما مجريان لولادة الجسم والروحية الإنسانية السامية ، فأفضل الوالدين هما النبي وعلي عليهما السلام (١) كما يروى عنه «أنا وعلي أبوا هذه الأمة».
٣ ـ (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) ـ (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) (١٧ : ٣١) والإملاق هو الإنفاق أو كثرته لحد الافتقار ، وهنا «من إملاق» تعني واقعه ، أن ثقل الإنفاق لحد الافتقار يحملكم على قتل أولادكم ، ولكن المنفق عليهم في الحق هو الله (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) ، وقد يعني «من إملاق» خشيته إلى واقعه ، كما و (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) قد تعني واقعه إلى خشيته ، فلا الإملاق ولا خشيته بالذي يبرر قتل الأولاد إذ إن أقصى التكليف هنا أن ينهي الإملاق إلى موت الأولاد جوعا ، فلما ذا تقتلونهم ـ إذا ـ أخوفا من موتهم؟ وقتلهم أسوء حالا! أم خوفا من موتكم؟ فكذلك الأمر! ، ثم الولد يأتي برزقه من الله ، فثقله على الأرض ورزقه على الله.
وأصل الإملاق هنا واقعه الذي هو للآباء ، فذلك يطمئن الاباء هنا
__________________
(١)نور الثقلين ١ : ٧٧٧ عن تفسير القمي قال : الوالدان رسول الله وامير المؤمنين عليهما السلام.
أقول : راجع آيات الأسرى ولقمان تجد تفصيل البحث حول المفروض تجاه الوالدين.