عن ضده العام ، وأن هذه تكملة للنواميس الخمس.
وفي كلّ من هذه النواميس الخمس سلب وإيجاب ، فالسلب في ناموس العقيدة (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) ـ (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) والإيجاب (وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا) ـ (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ـ (وَأَنَّ هذا صِراطِي ...) والسلب في ناموس النفس «لا تقتلوا» ومن إيجابه (إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) والسلب في ناموس العرض (لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ) ومن إيجابه (إِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) والسلب في ناموس المال (لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ) وإيجابه (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ) ثم الإيجاب في ناموس العقل هو الإيجاب في النواميس الأربعة الأخرى ف (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
ثم (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) بعد أقسام ، و (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بعد العاشرة ، تذكرة لإيجاب الواجب وترك المحرم ، واتقاء عن المحظور في ترك الواجب وفعل المحرم.
ذلك ، فلهذه الآيات الثلاث موقف عظيم في القرآن العظيم يتطلب الرسول (ص) أن يبايع عليها في قوله : «أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث» (١).
أجل (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ...) «فاعلموا أنما السبيل
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٥٤ عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله (ص): «أيكم ... ثم تلا (قُلْ تَعالَوْا ...) ثم قال : فمن وفي بهن فأجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته ومن أخره إلى الآخرة كان امره إلى الله إن شاء اخذه وإن شاء عفا عنه.
أقول : «كانت عقوبته» بالنسبة للشرك مردودة فان الله لا يغفر ان يشرك به ، اللهم إلّا شركا كالرئاء.