قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٠ ]

368/374
*

اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٣٠ : ٣٠) (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ) (٣٠ : ٤٣) والقيام لله : (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٢ : ٢٣٨) وإقامة الدين : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٤٢ : ١٣) والاستقامة فيه (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) (٤١ : ٣٠) (وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) (٤٢ : ١٥) (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) (٤١ : ٦).

أم «قيما» جمع «القيمة» أن ذلك الصراط المستقيم دين يجمع في نفسه كافة القيم الصالحة للإنسان وجاه الرب ووجاه كافة الحيويات البالغة الإنسانية ، وهذا هو الأظهر من مخفف القيام ، فإنه في نفسه خفيف لا يحتاج إلى تخفيف وكما يذكر (قِياماً لِلنَّاسِ) ولا يصح مثل هذا التخفيف في موضع اللبس كما هنا ، فهو ـ إذا ـ (دِيناً قِيَماً) تجمع كافة القيم في نفسه دون إبقاء ، ولا ضير في توصيف مفرد الدين بجمع القيم حيث الدين هو في المعنى جمعية القيم ، وتعاكسهما «هم العدو» اعتبارا بوحدة العداوة في جمعيتهم.

إذا فدين القرآن دين قيم حيث يضم في دفتيه كافة القيم القيمة في توجيهاته دون إفراط ولا تفريط ، فان فيه تبيان كلّ شيء يحتاجه المكلفون إلى يوم الدين.

(دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وهذه الملة هي ملة التوحيد ، فتوحيد الطاعة والطاعة التوحيدية عبارة أخرى عن (دِيناً قِيَماً) وكلّ القيم الصالحة تتبنّى قيم التوحيد وهو ملة إبراهيم حنيفا.

وطالما الملة التوحيدية درجات ولكنها تتوحد في (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإن كان سالكوه درجات ، فهدي محمد (ص) إلى ذلك الصراط لا يعني إلّا أصل سلوكه فيه ، دون القمة السلوكية في ملة التوحيد الخاصة