ولأنه حق في كلّ أفعاله وحسن فيها محسن ، لذلك (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) (٢١ : ٢٣) (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ) (٢٨ : ٧٠) (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) (١٣ : ٤١) : (فَذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (١٠ : ٣٢) و (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) (١٣ : ١٤).
وفي رجعة أخرى إلى الحق نقول إنه اثنان : حق طليق يخص بالله تعالى شأنه ، وحق غير طليق وهو لأهل الحق من خلقه شرعة وإيمانا ، ولجميع خلقه تكوينا فإنهم كخلق الله حق خلقوا بحق : (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ).
وهنا (يَقُصُّ الْحَقَّ) يعمهما ، فهو يقص حق ذاته وصفاته وأفعاله وتشريعاته عمن سواه ، كما يقصها عن باطل كلّ المنسوب به إياه ، ويقص رسله عن المدعين رسالته كذبا ، وأحكامه عن سائر الأحكام المنسوبة إليه.
إذا فقصّ الحق يخصه دون سواه تكوينا وتشريعا وشرعة ، وما الرسل إلّا حملة شرعته دون تشريع أو تكوين.
ثم «يقص» طليقة عن ظرف ك «عن» وما أشبه ، تعم قصّ الحق في نفسه وقصّه عما سواه ، فله القصص الحق كأصل لا سواه.
(قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)(٥٨) :
«ما عندي» هناك سلبت عنه عندية أيّة آية طليقة عن الإحالة ،