الله عليه وآله وسلم) مشركا؟.
فمجرد الصحبة بين اثنين لا يحشرهما في محشر واحد ومعشر فارد من الإيمان أو الكفر أم أيا كان من المشتركات ، فإنما القدر البين هو الصحابة في الجوار بدنيا أم في الشغل ، ثم الصحبة الروحية هي بحاجة إلى برهان ، في كفر أو إيمان أم أيا كان (١) ثم ولا نجد في القرآن كله يعبر عن صحابة الإيمان بين المؤمنين بصاحب أو أصحاب اللهم إلا ك (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) حيث تعني المعية في حمل هذه الرسالة السامية على هامش الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يصاحب صيغة الصاحب اية منقبة ولا مزرءة ، إلا بما يصاحب الصاحب من صاحبه من منقبة أو مزرءة ، وكل منهما بحاجة إلى دليل.
ولكننا هنا نطلق كما أطلق الله تلك الصحبة في البداية ، فحتى نعرف من حكاية الصحبة ما هي منزلة تلك الصحبة؟.
ليس هنا في دور الإيضاح إلّا «اثنين» لأول اثنين هما «لا تحزن» وقد عرفنا موقفها أن ليست ـ لأقل تقدير ـ امتداحا له ، إن لم يكن مزرءة عليه وهو مزرءة! فلنفرض أنه ساكت عن أية سلبية أو إيجابية ، ولكن تعال معنا إلى الدور الثاني (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) وهي كحصيلة لتلك النصرة المتميزة الربانية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد «أنزل (اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) إذ نصره في هذه الثلاث بما هو نصر الله في رسالته ودعوته وكل مواقفه السلبية والإيجابية لصالح هذه الرسالة ، ف (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) (٤٨ : ٧) وهنا التفريع (فَأَنْزَلَ اللهُ ..) لا يفسح أي مجال لغير صاحب النصرة الربانية في هذه الثلاث.
وترى بعد أن «عليه» تعني في رجعة يتيمة «صاحبه» دون نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهذه مزرءة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحرم عن السكينة الخاصة به أولا ، ويختص بها صاحبه في الغار!.
__________________
(١) فمثال الكفر «فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ» (٥٤ : ٢٩).