التي هي حصيلة متفرعة علي «لا تحزن» خاصة بصاحبه دونه نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وليست أقربية المرجع بمجردها صالحة لعود الضمير إليه ، وهنا القرائن القطعية قائمة على أن المرجع هنا هو محور النصرة الربانية دون صاحبه ثم الأقرب ذكرا هو الرسول لمكان «صاحبه» حيث هو المضاف إليه.
ذلك ، وحتى لو اختصت به السكينة فهي هي السكينة النازلة على المؤمنين مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تدل ـ إذا ـ على ميزة لصاحب الغار يمتاز بها على غيره من المؤمنين.
ذلك ، رغم أن ذكر صاحبه لا يعني إلّا بيان ملابسة صالحة لاطمئنانه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الغار عن كل الأخطار ، لحد ينهي صاحبه الحزين عن حزنه الخطير الخطير.
ولننظر ثانية إلى ذلك المقترح الهاوي أن السكينة هنا نزلت على صاحبه دون نفسه ، فالنتيجة ـ إذا ـ هي كالتالية :
«إلا تنصروه» : ١ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) «فقد نصره» ٢ الرسول «الله» «إذ أخرجه» ٣ «الرسول» (الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ) ٤ : الرسول (إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ ٥) الرسول «لصاحبه» ٦ (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) ثم وهذه التالية هي قاعدة عليا من نصرته (صلى الله عليه وآله وسلم) : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) ٧ : صاحبه ، إذا ف (٨ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) تعني أيضا صاحبه ، وكذلك الأمر فيما يتلوه ك (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) المتمثلة في صاحبه دونه!.
ذلك ، رغم أن مادة النصرة الربانية هنا ، المعنية من (نَصَرَهُ اللهُ) هي السكينة النازلة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) فوق سكينة تكريما لموقفه المشرف من عدم تخوفه وحزنه وهو المدار في ذلك الفرار!.
فقد نصره الله أولا بالعصمة الرسالية ، ثم كمل نصرته بهذه السكينة عصمة على عصمته ، نصرة ذات بعدين اثنين بعيدة عن كل انهزامه في حقل الدعوة الرسالية.