واحسن القصص وكما يروى عن نبي القرآن تنديدا بمن نسخ كتابا غير القرآن
«يا ايها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه واختصر لي اختصارا ولقد آتيتكم به بيضاء نقية فلا تهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون ..» (١).
وقد ذكرت قصص يوسف في العهد العتيق ولكنه سيئ في جهات وحسن في أخرى ، وهي في القرآن أحسن القصص في بعدية ، نسبة إلى التورات ، وأخرى إلى سائر قصص القرآن من حيث كونها عبرة لأولى الألباب.
(نَحْنُ نَقُصُ ... وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) فإنه قبل وحي القرآن ما كان ليعلمه ، أبوحي يعلمه؟ ولم يكن يوحى إليه! أم بغير وحي؟
ولم يكن يعلمه أصحاب الوحي من قبل فضلا عن غير وحي! قصص يوسف هنا في هذا القرآن تمثّل النموذج الأكمل لمنهج القرآن في الأداء الفني للقصص ، قدر ما يمثل نفسيا وعقيديا وتربويا وحركيا ، ويوسف هو الشخصية المثالية الرئيسية في القصة ، في عرض واسع ، ذكرا
__________________
(١) في الدر المنثور ٤ : ٣ واخرج ابو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة عن خالد بن عرفطة قال كنت جالسا عند عمر ـ وذكر انه ضرب رجلا من عبد قيس لأنه نسخ كتاب دانيال وامره بمحوه ثم قال له اجلس فجلس بين يديه فقال : انطلقت انا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هذا في يدك يا عمر : فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاب نسخته لنزداد به علما الى علم فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار اغضب نبيكم السلاح فجاؤا حتى احدقوا بمنبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم). ايها الناس اني قد أوتيت .. قال عمر فقمت فقلت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثمّ نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).