ذلك لشرفي وفخري ألا أسير إلا بسيرتك ، ولا أحكم إلا بحكمك ، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له وقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسوله فأقم على ما وليتك فإنك لدينا مكين أمين» (١).
__________________
(١) لقد مضى ما يشبهه من التورات والرواية في نور الثقلين ٣ : ٤٢٥ عن المجمع عن الطبرسي في كتاب النبوة بالإسناد عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن الياس قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : واقبل يوسف على جمع الطعام في السبع السنين المخصبة مكبسة في الخزائن فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة اقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم الا صار في ملك يوسف.
وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي ولا جواهر الا صار في ملكه ، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية الا صار في ملكه ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا امة إلا صار في ملكه وباعهم في السنة الخامسة بالدور والفناء حتى لم يبق في مصر وما حولها دار ولا فناء إلا صار في ملكه ، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلّا صار في ملكه وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر إلا صار عبدا ليوسف. ـ
فملك احرارهم وعبيدهم وأموالهم وقال الناس ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما اعطى هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا ، ثم قال يوسف للملك : ما ترى فيما خولني ربي من ملك مصر وأهلها؟ اشر علينا برأيك فإني لم أصلحهم لافسدهم ولم انجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم ولكن الله نجاهم على يدي ، قال الملك : الرأي رأيك.
قال يوسف : اني اشهد الله وأشهدك ايها الملك اني قد اعتقت اهل مصر كلهم ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت عليك الملك وخاتمك وسريرك وتاجك على ان لا تسير الا بسيرتي ولا تحكم الا بحكمي ، قال له الملك : ان ذلك ...