__________________
ـ الفساد والشر ـ قال يوسف : لا وحياة فرعون نحن نراكم جواسيس ولا نخلي سبيلكم حتى تحضرون أخاكم الصغير حتى نصدقكم فيما تدعون فامر بهم فحبسوا ثلاثة ايام ثم أحضرهم وأخذ من بينهم شمعون وقيده امام عيونهم واذن لهم ان يرجعوا الى كنعان ويجيئوا بأخيهم الصغير ـ ثم امر ان يملأ أوعيتهم قمحا وترد فضة كل واحد منهم الى عدله ففعل فرجعوا الى أبيهم وقصوا عليه القصص فأبى يعقوب ان يرسل بنيامين معهم وقال : اعدمتموني الأولاد يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تريدون ان تأخذوه لا يكون ذلك ابدا وقال : قد اسأتم في قولكم للرجل : ان لكم أخا تركتموه عندي قالوا : انه سأل عنا وعن عشيرتنا قائلا : هل أبوكم حي بعد؟ وهل لكم أخ آخر! فأخبرناه كما سألنا وما كنا نعلم انه سيقول : جيئوا إلي بأخيكم ، فلم يزل يعقوب يمتنع حتى أعطاه يهوذا الموثق ان يرد اليه بنيامين فاذن في ذهابهم به ومعهم وأمرهم ان يأخذوا من احسن متاع الأرض هدية الى الرجل وان يأخذوا معهم اصرة الفضة التي ردت إليهم في أوعيتهم ففعلوا.
ولما وردوا مصر لقوا وكيل يوسف على أموره واخبروه بحاجتهم وان بضاعتهم ردت إليهم في رحالهم وعرضوا له هديتهم فرحب بهم وأكرمهم وأخبرهم ان فضتهم لهم واخرج إليهم شمعون الرهين ثم أدخلهم على يوسف فسجدوا له وقدموا اليه هديتهم فرحب بهم واستفسرهم عن حالهم وعن سلامة أبيهم وعرضوا عليه أخاهم الصغير فأكرمه ودعا له ثم امر بتقديم الطعام فقدم له وحده ولهم وحدهم ولمن عنده من المصريين وحدهم ـ ثم امر وكيله ان يملأ أوعيتهم طعاما وان يدس فيها هديتهم وان يضع طاسه في عدل أخيهم الصغير ففعل فلما أضاء الصبح من غد شدوا الرجال على الحمير وانصرفوا.
فلما خرجوا من المدينة ولما يبتعدوا قال لوكيله أدرك القوم وقل لهم : بئس ما صنعتم جازيتم الإحسان بالاساءة سرقتم طاس سيدي الذي يشرب فيه ويتفأل به : فبهتوا من استماع هذا القول وقالوا : حاشانا من ذلك هوذا الفضة التي وجدناها في أفواه عدلنا جئنا بها إليكم من كنعان فكيف نسرق من بيت سيدي فضة او ذهبا من وجد الطاس في رحله يقتل ونحن جميعا عبيد سيدك فرضي بما ذكروا له من الجزاء فبادروا الى عدو لهم ـ