يذكر الله عز وجل» (١).
ان مثلث البرق الرعد الصاعقة هي حصيلة مختلف الحركات في الهواء والسحاب ، فالسحاب قد تبسم بالبرق ، ثم تتكلم بالرعد ، ثم تحرق بالصاعقة ، والكل بين الماء والهواء ، سبحان العزيز الجبار.
ومن تسبيح الرعد بحمده انه يخوّف حينما يطمع ، فيحمده الطامعون ربهم ، وليسبحوه عما يخافون أنه ظلم منه وسبحانه! فكل شيء صادر من الله فيه نفع وضر يتطلب تسبيحا بالحمد ، نحمده بنفعه ونسبّحه في ضره ، أنه ليس مقصودا بذاته ، أم يقصد عقابا لمن يستحقه.
ومن أعجب العجاب أنه في أهوال نور البرق وصوت الرعد ونار الصواعق ، وفي تجاوب بارع لتسبيح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وزمجرة العواصف عن غضبه ، في هذه الهولة المزمجرة والتسبيحة الشاملة ، هؤلاء الحماقى الطغاة يرعدون ويبرقون ويصعقون بنعرات وغوغائيات الجدال في الله وهو يريهم نفسه بقدرته البارعة وحكمته في خلقه : (وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) : المماكرة ، فإنهم يماكرونه وهو ماكرهم وهو أشد مكرا إن كانوا يشعرون.
فمهما أبرقوا وأرعدوا تضيع أصواتهم الجهنمية الهزيلة الرذيلة في خضمّ الرعد المسبّح بحمده ، والصاعقة الناطقة بوجود الله.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٠ ح ٦٣ في اصول الكافي باسناده عن أبي الصباح الكتابي عن أبي عبد الله (ع) قال : ... وفيه باسناده عن بريد قال قال ابو عبد الله (ع) ان الصواعق لا تصيب ذاكرا قال قلت : وما الذاكر؟ قال : من قرء مائة آية وفيه عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (ع) عن ميتة المؤمن قال : يموت المؤمن بكل ميتة غرقا ويموت بالهدم ويبتلى بالسبع ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكرا لله ، أقول موته بالصاعقة ليس الا عند إعراضه عن الله.