إن الصاعقة وهي من حصائل الصدامات السحابية واصطكاكاتها ، هي أقوى نار تعرف ، رغم أنها من ولائد الأبخرة السحابية المضادة للحرارة ، ولربما تغوص في البحر وتحرق حيوانه في لجته ، سبحان القدير المتعال.
تؤمض في الجو بروق ، وتعقبها رعود ، وتذهب بذلك من القوة الكهربائية ما قد تكفي لإنارة عشرات من المدن ، أتراها تذهب ضياعا وان الله يسرف او يبذر في هذه الومضات البارقة المرعدة؟! وهي قد تجتاح الكرة الأرضية على نطاق واسع ، وتحدث أضرار بليغة وكما نرى ـ مثلا ـ في الولايات الأمريكية أراضي كثيرة كانت بالأمس مكسوة بالغابات والأحراش وآبار البترول وكثير أمثالها ، وهي اليوم بلقع قفر على أثر الصواعق التي اجتاحت كل ما فيها.
وقد تصحبها أعاصير تحدث من الأضرار ما لا تقل عن أضرارها نفسها ولا سيما في البحار ، وفي الجو حيث تنتاب الطائرات فتصعقها.
وقد تعترض أمواج الكهربائية اللّاسلكية فتعطّلها أو توقفها عن أعمالها ، وقد يظلم الجو بسببها فتضطر الآلات المولدة للنور الكهربائي إلى مضاعفة جهدها.
وقد قدّر العلماء الأضرار النسبية السنوية الناجمة عن عواصف الرعود والبروق فإذا هي لا تقل عن مأتي مليون دولار.
ولكنها بجنب أضرارها تحوي منافع كبيرة وكثيرة جدا ، حيث تسبب هطل الأمطار الغزيرة ، وتساعد على نترجة الهواء إشباعا لها بالنتروجين فيصبح سمادا للتربة ، وقد قدر السماد النتروجيني الناشئة عن عواصف البروق والرعود في بلاد الهند الصينية وحدها بزهاء مليون دولار ، فكيف بالعالم كله.