فإذ قد يتضرر العالم بهذه العواصف فالنفع أكثر ، بل وإصابة الكفار هو النفع الأكثر ثم ساير النفع ، إذا (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) حمدا في نفعه ، وتسبيحا عن ضره ، أن يكون ظلما أو إسرافا ، سبحان العزيز الجبار!
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ)(١٤) :
«له» دون سواه (دَعْوَةُ الْحَقِّ) علّها حق الدعوة والدعوة الحقة ، فمن يدعوه كان حقا في دعوته وهو المدعو ، حقّ في إجابته ، ثم لسواه باطل الدعوة والدعوة الباطلة ، فإنك (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (٣٥ : ١٤) (لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ) (٤٠ : ٤٣).
فالدعوة داعية ومدعوة لا حق فيها إلّا له ، وهي هي الباطلة لسواه ، فليس لمن سوى الله دعوة حقة هديا إلى صراط مستقيم أم إجابة لمن دعاه لا في الدنيا ولا في الآخرة ، ولله لا سواه هدي إلى صراط مستقيم ، واستجابة لمن دعاه على شروط الدعاء الحقة المقررة المسرودة في الذكر الحكيم.
وأما (الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) ف (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) فهم (لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) على أية حال إلا كاستجابة «باسط (كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ) فبلوغ الماء إلى فيه بحاجة إلى سبب مستقيم ، وهو استقامة الدعاء والمدعو إليه ، فمهما استقام الدعاء ببسط الكفين إلى الماء فليس بمجرد بسطه ليبلغ فاه ، حيث ضل المدعو في وصوله إليه مهما توسط ببسط يديه إليه.