بعراقيل الدنيا : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١٠ : ٢٤) (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (١٨ : ٤٥) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٣٩ : ٢١) :
وكما أن ماء السماء النازل إلى الأرض يسيل في وديانها بقدرها وهي المنخفضات المستعدة لاختزانه ، وينزلق عن صلدها الناشز المترفع فلا ينتفع به أبدا ، ويمر على مستواها في مثلث : الصلد ، فلا ينتفع به كما نشز ، والرخو الطيب فانتفاعا بقدره ، والسبخ النتنة فلا يزيدها إلّا خسارا.
كذلك القرآن النازل من سماء الوحي إلى أراضي القلوب ، فمن واعية بقدرها وخيرها أوعاها ، كما الوديان ، ثم الاراضي المستوية الرخوة الصالحة ، ومن رافضة له كالقلوب الناشزة الصلدة ، ترفعا عن استماعه ، ام كالنتنة المستوية تقبلا وازديادا في نتنها ، والمثل هنا يخص الوديان القابلة للماء.
فعلى مسيل الوحي الصارم الدائم نجد أراضي القلوب ووديانها أوعية وخيرها أوعاها التي لا تحتمل زبدا ، لنضارتها وطهارتها فتزداد جلاء كالقلب المحمدي والمحمديين من عترته المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.