الطالحة ، والباقية للزبدة الصالحة! (١) :
والاستجابة للرب هي تقبل الربوبية بكل بنودها ، استجابة لحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، واستجابة لحكم العقل تبنيا لآيات أنفسية كأصل الفطرة وجاراتها ، وأخرى آفاقية استدلالا بها لمزيد المعرفة ، ثم استجابة لندائات الرسالات الإلهية علما وتصديقا وتطبيقا ونشرا وهي الاستجابة الكاملة للرب.
لهؤلاء الأكارم الحسنى ، قدر استجابتهم لربهم هنا وفي الآخرة ، ولأن «الحسنى» هي تفضيل الأحسن صفة للجزاء او الحياة (٢) وعلّها أحرى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (٨ :) ٢٤) : فما يعطيه الرب هو أحسن مما يستجيبه العبد : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) (٤٢ : ٢٦) فالرب يستجيب قدر ما يستجيبه العبد ، استجابة لدعائه في توبة وسواها من كل ما يحيي الإنسان بعد موته ، و (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) (١٠ : ٢٦).
ف «الحسنى» الجزاء للاستجابة هي الحياة الحسنة الطيبة أحسن من الاستجابة ، دون ضياع : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) (٣ : ١٩٥) وكشف الضر : (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ ..) (٢١ : ٨٤).
__________________
(١). فالآية هي ال (٢٥) والنصفين من هذه والتالية ، والباقية لغيرهم.
(٢). قد جاءت الحسنى وصفا للجزاء في آيات عدة (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) (١٨ : ٨٨) (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) (٤١ :) ٥٠) (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) (٥٢ : ٢١) وجاءت مطلقة كآية الرعد هذه و (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) (١٠ : ٢٦) والحسنى المطلقة تعم الجزاء وغيرها فهي الحياة الحسنى ، تعني احسن من حياته قبل الإحسان ، فهي تعم الآخرة والأولى.