الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) (٤٠ : ٢٠) (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (٦ : ٦٩).
ومنهم من يحاسب حسابا فضلا حسنا حيث تقبل حسناتهم ويعفى عن سيئاتهم جميعا او بعضا او يخفف عنهم ، وهم بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً. وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (٨٤ : ٩).
ومنهم من يحاسب سوء الحساب وهم أصحاب الشمال : (فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَ (١) عَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) (٦٥ : ٨).
(وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) وهو من مخلّفات سوء الحساب فإنه سوء العذاب: (سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ) (٦ :) ١٥٧) ويقابله ترك العذاب عفوا أم حسن العذاب تخفيفا.
(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)(١٩).
علم مختار بما اختار من الذرايع إليه ، تذّرعا بسليم الفطرة والعقل ، وتضرعا إلى الله أن يهديه سواء السبيل ، استبصارا بالآيات الآفاقية والأنفسية ، وتدبرا في آيات القرآن نفسه ، فعلما أنه الحق من ربّك دون باطل او مزيج منه ، فهذا هو البصير ، البصير ذو عقل وفير ، ولب غفير ، دون الأعمى الذي يتعامى عن آيات الحق ، فيعمي على نفسه وسواه وجه الحق ، فإنما يتذكر بذكرى الآيات أولوا الألباب فيعلمون أنها الحق من ربك ، وإنما يتذكر البون الشاسع بين العالم بحقها والجاهل بها أولوا الألباب الذين زالت القشور عن عقولهم وقلوبهم.