بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٤٠ : ٨).
في هذه الجنات العدن يألف شمل أولئك الصابرون مع الصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ، و «أزواجهم» تعم أزواج النكاح زوجا وزوجة ، فقد يكون الزوج أصلا والزوجة فرعه ، وأخرى تكون الزوجة أصيلة والزوج فرعها ، وثالثة يتفاوتان فريق في الجنة وفريق في السعير ، وإذا كانا من أهل الجنة فلكل الخيار فيما يختار (١) وكذلك الأزواج في الإيمان والصبر بمعنى القرناء التابعين لهم بإيمان وكما في (وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ).
و «ذرياتهم» هنا كما الأزواج تعم ذريات النسب الصالحة ، وذريات التبعية الصالحة ، كما وأن «آبائهم» قد تعم آباء التربية إلى آباء النسب ، مع اشتراكهما في فرعية الصلاح ، أن فلانا رباك ولكنك أصبحت خيرا منه إيمانا وعمل الإيمان.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٩٩ المجمع عن العياشي بالإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له جعلت فداك اخبرني عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر! فقال يا محمد ان الله حكم عدل إذا كان أفضل منها خيره الله فان اختارها كانت من أزواجه وان كانت هي خير منه خيرها فان اختارته كان زوجا لها ، وفيه عن الخصال عن موسى بن ابراهيم عن أبيه رفعه باسناده الى رسول الله (ص) ان ام سلمة قالت له بابي وامي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لأيهما تكون؟ فقال يا ام سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله يا ام سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.