الْجِبالُ ...) ليلمسوا منه آية بصرية بديلا عن آيته في البصيرة ، فيكون فيه حمل على الهدى ، لم يكونوا ليؤمنوا كما لم يؤمنوا بآيات ملموسة من ذي قبل ، ولو شاء الله لهداهم رغم هواهم ، ولكن (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) وهذا القرآن خير آية لمن يفتش عن إيمان عبر الآيات الرسالية!
(وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) (٦ : ١١١)(بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ..).
وعلّ (قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) إجابة عن متطلّبة جاهلة حمقاء من المتعنتين المتعذرين في آية القرآن وكما تقول الروايات (١).
وهنالك جبال الإنيات وأراضي القلوب وموتى الأفكار والإدراكات تحررت وتغيرت بقارع البيان المعجز في القرآن ، ا ولم يكف ذلك الخارق العظيم البارق كونه آية تفوق الآيات التي تسيّر الجبال وتقطع الأرض ويكلم بها الموتى؟
لقد سيّر القرآن ما هو أهم وأضخم من الجبال وهو تاريخ الأمم والأجيال ، وهو جبال الإنيات والفرعنات ، وجبال الطغيان من بني الإنسان ، حيث سيّرها عن مقاعدها ، واستأصلها عن قواعدها ، وألانها عن صلدها ، أم أزالها بصلدها ، وكما نراه واقعا منذ بزوغ الإسلام ، وما أن واصل المسلمون في صمودهم الإسلامي السامي ، ونراه في نبؤءت هيّلد :
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٤٢ ـ اخرج ابن أبي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه عن عطية العرفي قال : قالوا لمحمد (ص) لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع؟؟؟؟ فيها او قطعت لنا الأرض كما كان لسليمان (ع) يقطع لقومه بالريح او أحييت لنا الموتى كما كان عيسى (ع) يحيى الموتى لقومه فانزل الله تعالى الآية ، أقول وفي معناها باختلاف الألفاظ روايات عدة.