(رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) لم يهم بها «كذلك» التأثير الخارق للعادة من رؤيته برهان ربه (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ) لا «لنصرفه عن السوء والفحشاء» إذ لم يكن ليهم بهما وإنما السوء الهاجم عليه ، والفحشاء الحادقة به المحلّقة عليه ، لا بد لهما من صرف الهي ـ حينما تعجز المحاولة البشرية ـ وقد صرف (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ) وهكذا يكون دور المخلصين في صرف إلهي بعصمة إلهية على طول الخط ، فساحتهم من وصمات السوء والفحشاء براء ، وفناءهم من بصمات الخير والسعادة بيضاء ، وفي الحق «ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله عليهم السلام ، ألم ينسبوا يوسف إلى أنه هم بالزنا»؟ (١)
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٤١٩ عن امالي الصدوق باسناده الى أبي عبد الله (عليه السلام) أقول ومن المؤسف انه روى هذه الفرية الفريقان وكما في نور الثقلين ٢ : ٤٢٠ في تفسير العياشي عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول : ان يوسف لما حل سراويله رأى مثال يعقوب عاضا على إصبعه وهو يقول له : يوسف! قال : فهرب ثم قال ابو عبد الله (عليه السلام) ولكني ما رأيت عورة أبي قط ولا رأى أبي عورة جدي قط ولا رأى جدي عورة أبيه قط ، قال وهو عاض على إصبعه فوثب فخرج الماء من إبهام رجله ، أقول ومن أعور العورات نسبة هذه الرواية الى صادق آل محمد (عليه السلام) ولا موقع هنا للتقية حيث الكتاب مصرح ببرائته (عليه السلام) وكما فيه عن العياشي (٤٧) عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : اي شيء يقول الناس في قول الله عز وجل (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) قلت يقولون : رأى يعقوب عاضا على إصبعه.
وفي الدر المنثور ٤ : ١٣ و ١٤ روايات عدة غير مسنودة الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم الى علي (عليه السلام) أن هم بحل التكة ، او جلس منها مجلس الخائن اما ذا من سفاسف الافتراءات على الصديق العظيم ، والله منها براء والرسول والائمة النجباء (عليهم السلام).