(الْكِتابِ الْمُبِينِ) هو القرآن المفصل ، وهو المجمل المنزل ليلة القدر ، وهو أم الكتاب لدى الله علي حكيم (١).
فان كان هو القرآن المفصل ، ف «تلك» المفصلات كهذه السورة وسواها آياته ، وإن كان هو المجمل فكذلك الأمر ، ولكنها تفصيل آياته ، أم إن «تلك» إشارة إلى «الر» أنها آيات الكتاب المبين النازل على الرسول في ليلة القدر ، قرآنا على شخص الرسول كبرقية رمزية ، لا عربيا في لغته حيث الحروف المقطعة لا تخص لغة دون أخرى ، ولا عربيا في تعقّله حيث لا يعقلها غير الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ولكنها منها وليست كلّها ، إلّا ان ضمنيتها في هذه الثلاث تحل مشكلة التبعيض ، وقد تكون هذه الأحرف حاملة غير الذي أنزل عليه ليلة القدر ، ام تعمهما ، ومهما يكن من شيء فإنها مفاتيح كنوز القرآن الخاصة بصاحب الوحي ، وهي الكنوز التي لا تفتح بآياته المفصلات ، مهما كانت مفاتيح لكنوز أخرى للمرسل إليهم.
ف (إِنَّا جَعَلْناهُ) : الكتاب المبين للرسول ، المجمل عن غير الرسول (قُرْآناً عَرَبِيًّا) لغة عربية ولسانا عربيا : واضحا لا خفاء فيه في أي حقل من الحقول ولكل العقول.
ف (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) لا تعني ـ فقط ـ العرب ، فإنه (هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) بل تعني كافة العقلاء.
فالقرآن المبين ، المنزل على قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الحروف الرمزية أم سواها من رموز ، ليس عربيا يعقله غير الرسول ، وقد جعله الله بتنزيله للعالمين (قُرْآناً عَرَبِيًّا) واضحا مكشوفا لا تعقيد فيه (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
__________________
(١) راجع تفسير الكتاب المبين الى سورة الزخرف تجد تفصيله الثلاث.