احد اضلُّ من المشركين حيث تركوا عبادة السميع المجيب القادر الخبير إلى عبادة من لا يستجيب لهم لو سمع دعائهم فضلاً ان يعلم سرائرهم ويراعي مصالحهم إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ما دامت الدنيا وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ لأنّهم امّا جمادات وامّا عباد مسخّرون مشتغلون بأحوالهم.
(٦) وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً يضرّونهم ولا ينفعونهم وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ كلّ من الضميرين ذو وجهين.
(٧) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِ لأجله وفي شأنه لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ ظاهر بطلانه.
(٨) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ اضراب عن ذكر تسميتهم إيّاه سحراً الى ذكر ما هو اشنع منه وإنكار له وتعجيب قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ على الفرض فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً أي ان عاجلني الله بالعقوبة فلا تقدرون على دفع شيء منها فكيف اجترئ عليه واعرض نفسي للعقاب من غير توقّع نفع ولا دفع ضرّ من قبلكم هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ تندفعون فيه من القدح في آياته كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ يشهد لي بالبلاغ وعليكم بالكذب والإنكار وهو وعيد بجزاء إفاضتهم وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وعد بالمغفرة والرحمة لمن تاب وآمن واشعار بحلم الله عنهم مع جرأتهم وقد سبق من العيون حديث في شأن نزول هذه الآية في سورة الشورى عند قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ.
(٩) قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ بديعاً منهم أدعوكم الى ما لم يدعوا إليه واقدر على ما لم يقدروا عليه وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ في الدارين على التفصيل إذ لا علم لي بالغيب وقد سبق في هذه الآية من الاحتجاج حديث في المقدّمة السادسة إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ لا أتجاوزه وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ عن عقاب الله مُبِينٌ يبيّن الانذار عن العواقب بالشواهد المبيّنة والمعجزات المصدّقة.
(١٠) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ أي القرآن وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ قيل هو عبد الله بن سلام وقيل موسى عليه السلام وشهادته ما في التوراة