(٤) إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ خطاب لحفصة وعائشة على الالتفات للمبالغة في المعاتبة فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما فقد وجد منكما ما يوجب التوبة وهو ميل قلوبكما عن الواجب من مخالصة الرسول بحبّ ما يحبّه وكراهة ما يكرهه وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ وَان تتظاهرا عليه بما يسوؤه وقرئ بالتخفيف.
في المجمع والأمالي عن ابن عبّاس : انّه سأل عمر بن الخطّاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال عائشة وحفصة.
وفي الجوامع عن الكاظم عليه السلام : انّه قرأ وان تظاهروا عليه.
أقولُ : كأنّه أشرك معهما أبويهما فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ فلن يعدم من يظاهره فانّ الله ناصره وجبرئيل رئيس الكرّوبيّين قرينه وعليّ بن أبي طالب أخوه ووزيره ونفسه وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ مظاهرون.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام قال : صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
وفي المجمع عنه عليه السلام قال : لقد عرّف رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً أصحابه مرّتين امّا مرّة فحيث قال من كنت مولاه فعليّ مولاه وامّا الثانية فحيث ما نزلت هذه الآية فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ عليه السلام وقال يا أيّها الناس هذا صالح المؤمنين وقالت أسماء بنت عميس النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قال ووردت الرواية من طريق العام والخاص انّ : المراد بصالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
(٥) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ وقرئ بالتخفيف أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ صائمات ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً وسط العاطف بينهما لتنافيهما ولأنّهما في حكم صفة واحدة إذ المعنى مشتملات على الثيّبات والأبكار.