أشدّ من العمل والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلّا الله عزّ وجل والنيّة أفضل من العمل ألا وإنّ النيّة هو العمل ثمّ تلا قوله عزّ وجلّ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ يعني نيّته.
أقولُ : لعلّ المراد بالابقاء على العمل ان لا يحدّث به إرادة الحمد من الناس حتّى يبقى خالصاً لله ولا يخفى انّه أشدّ من العمل وَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يعجزه من أساء العمل الْغَفُورُ لمن تاب منهم.
(٣) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً مطابقة.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : بعضها فوق بعض ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ من اختلاف القمّيّ قال يعني من فساد وقرئ تفوّت وهو بمعناه فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ من خلل قال يعني قد نظرت إليها مراراً فانظر إليها مرّة أخرى متأمّلاً فيها لتعاين ما أخبرت به من تناسبها واستقامتها.
(٤) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ أي رجعتين اخريين في ارتياد الخلل والمراد بالتثنية التكرير والتكثير كما في لبّيك وسعديك والقمّيّ قال انظر في ملكوت السماوات والأرض يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً بعيداً عن اصابة المطلوب كأنّه طرد عنه طرداً بالصّغار وَهُوَ حَسِيرٌ كليل من طول المعاودة وكثرة المراجعة.
(٥) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا أقرب السماوات إلى الأرض بِمَصابِيحَ القمّيّ قال بالنجوم وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ ترجم بها جمع رجم بالفتح بمعنى ما يرجم به قيل أريد به انقضاض الشّهب المسبّبة عنها وقيل أي رجوماً وظنوناً لشياطين الإنس وهم المنجمون وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ في الآخرة بعد الإحراق بالشّهب في الدنيا.
(٦) وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ من الشياطين وغيرهم عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
(٧) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً صوتاً كصوت الحمير وَهِيَ تَفُورُ تغلي بهم غليان المرجل بما فيه.
(٨) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ تتفرّق غضباً عليهم وهو تمثيل لشدّة اشتعالها.