(٨) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (١) قد سبقت قصّتهم في سورتي الأعراف وهود.
(٩) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ ومن تقدّمه وقرئ ومن قِبَلَهُ أي ومن عنده من اتباعه وَالْمُؤْتَفِكاتُ قرى قوم لوط والمراد أهلها بِالْخاطِئَةِ بالخطإ والقمّيّ الْمُؤْتَفِكاتُ البصرة والخاطئة فلانة.
(١٠) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فعصت كلّ أمّة رسولها فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً زائدة في الشدّة زيادة أعمالهم في القبح.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : والرابية التي رابت على ما صنعوا.
(١١) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ جاوز حدّه المعتاد يعني في الطّوفان حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ حملنا آبائكم وأنتم في أصلابهم في سفينة نوح.
(١٢) لِنَجْعَلَها لنجعل الفعلة وهي إنجاء المؤمنين وإغراق الكافرين لَكُمْ تَذْكِرَةً عبرة ودلالة على قدرة الصانع وحكمته وكمال قهره ورحمته وَتَعِيَها وتحفظها أُذُنٌ واعِيَةٌ من شأنها ان تحفظ ما يجب حفظه بتذكّره واشاعته والتفكّر فيه والعمل بموجبه وقرئ اذن بالتخفيف.
في المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قال لعليّ عليه السلام : يا عليّ انّ الله تعالى أمرني ان أدنيك ولا أقصيك وان أعلّمك وتعي وحقّ على الله ان تعي فنزل وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ.
وفيه وفي العيون والجوامع عنه عليه السلام : انّه لما نزلت هذه الآية قال سألت الله عزّ وجلّ ان يجعلها اذنك يا عليّ وفي رواية : لمّا نزلت قال اللهمّ اجعلها اذن عليّ ثمّ قال عليّ عليه السلام فما سمعت شيئاً من رسول الله صلّى الله عليه وآله فنسيته وزاد في أخرى : وما كان لي ان انسى.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : لما نزلت وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله هي اذنك يا عليّ.
__________________
(١) أي من نفسٍ باقية وقيل من بقاء.