السّجدة فلمّا بلغ قوله فَإِنْ أَعْرَضُوا يا محمّد قريش فَقُلْ لهم أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ قال فاقشعرّ الوليد وقامت كلّ شعرة في رأسه ولحيته ومرّ الى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك اليوم فمشوا الى أبي جهل فقالوا يا أبا الحكم انّ أبا عبد شمس صبا إلى دين محمّد أما تراه لم يرجع إلينا فغدا أبو جهل إلى الوليد فقال له يا عمّ نكست رؤوسنا وفضحتنا وأشمتّ بنا عدوّنا وصَبَوْتَ الى دين محمّد صلّى الله عليه وآله فقال ما صبوت الى دينه ولكنّي سمعت منه كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود فقال له أبو جهل اخطب هو قال لا انّ الخطب كلام متّصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضاً قال أفشعر هو قال لا اما انّي لقد سمعت اشعار العرب بسيطها ومديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر قال فما هو قال دعني أفكّر فيه فلمّا كان من الغد قالوا له يا أبا عبد شمس ما تقول فيما قلناه قال قولوا هو سحر فانّه أخذ بقلوب النّاس فأنزل الله على رسوله في ذلك ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وانّما سمّي وحيداً لأنّه قال لقريش أنا أتوحّد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة وكان له مال كثير وحدائق كان له عشر بنين بمكّة وكان له عشرة عبيد عند كلّ ألف دينار يتجرّ بها.
وفي الجوامع روي : أنّ الوليد قال لبني مخزوم والله لقد سمعت من محمّد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجنّ انّ له لحلاوة وانّ عليه لطلاوة وانّ أعلاه لمثمر وانّ أسفله لمغدق وانّه يعلو وما يعلى فقالت قريش صبا والله وليد ليصبأنّ قريش فقال له أبو جهل انا أكفيكموه وقعد إليه حزيناً وكلّمه بما أجماه فقام فأتاهم فقال تزعمون انّ محمّداً صلّى الله عليه وآله مجنون فهل رأيتموه يخنّق وتقولون انّه كاهن فهل رأيتموه يتحدّث بما يتحدّث به الكهنة وتزعمون انّه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعراً قطّ وتزعمون انّه كذّاب فهل جرّبتم عليه شيئاً من الكذب فقالوا في كلّ ذلك اللهمّ لا قالوا له فما هو ففكّر فقال ما هو إلّا ساحر أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه وما يقوله سحر يؤثر عن أهل بابل فتفرّقوا متعجّبين منه.
وفي رواية أخرى للقمّي عن الصادق عليه السلام : انّها نزلت في عمر في إنكاره الولاية وانّه انّما سمّي وحيداً لأنّه كان ولد زنا ثمّ أوّل الآيات فيه.