الّا انّها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثمّ يمكثون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها قال ذهباً وفضّة ثمّ أومى بيده الى الأساطين فقال مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضّة فهذا معنى قوله فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها.
(١٩) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ أي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فاثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس بإصلاح أحوالها وافعالها وهضمها بالاستغفار لذنبك وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ولذنوبهم بالدعاء لهم والتحريص على ما يستدعي غفرانهم وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ في الدنيا فلها مراحل لا بدّ من قطعها وَمَثْواكُمْ في العقبى فانّها دار اقامتكم.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : الاستغفار وقول لا اله الّا الله خير العبادة قال الله العزيز الجبّار فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ.
(٢٠) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ هلّا نزلت سورة في أمر الجهاد فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ مبيّنة لا تشابه فيها وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ أي الامر به رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ جبناً ومخافة فَأَوْلى لَهُمْ فويل لهم.
(٢١) طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ خير لهم وعن ابيّ انّه قرأ يقولون طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ أي جدّ أسند عزم أصحاب الامر الى الامر مجازاً وجوابه محذوف فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ أي فيما زعموا من الحرص على الجهاد لَكانَ الصدق خَيْراً لَهُمْ
(٢٢) فَهَلْ عَسَيْتُمْ فهل يتوقّع منكم انْ تَوَلَّيْتُمْ أمور الناس وتأمُرتم عليهم أو أعرضتم وتولّيتم عن الإسلام أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ تناحراً على الولاية وتجاذباً لها أو رجوعاً الى ما كنتم عليه في الجاهليّة من تغاور ومقاتلة مع الارقاب والمعنى انّهم لضعفهم في الدّين وحرصهم على الدنيا احقّاء بان يتوقّع ذلك منهم من عرف حالهم ويقول لهم فَهَلْ عَسَيْتُمْ وقرئ تولّيتم أي ان تولّاكم ظلمة خرجتم معهم وساعدتموه في الإفساد وقطيعة الرّحم.