فقال اللهمّ اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء الى الملك فقال ما صنع أصحابك فقال كفانيهم الله فأرسل به مرّة أخرى قال انطلقوا به فلجّجوه في البحر فان رجع والّا فغرّقوه فانطلقوا به في قرقور فلمّا توسّطوا به البحر قال اللهمّ اكفنيهم بما شئت فانكفئت بهم السّفينة وجاء حتّى قام بين يدي الملك فقال ما صنع أصحابك فقال كفانيهم الله ثمّ قال إنّك لست بقاتلي حتّى تفعل ما أمرك به اجمع النّاس ثمّ اصلبني على جذع ثمّ خذ سهماً من كنانتي ثمّ ضعه على كبد القوس ثمّ قال باسم ربّ الغلام فإنّك ستقتلني قال فجمع الناس فصلبه ثمّ أخذ سهماً من كنانة فوضعه على كبد القوس وقال باسم ربّ الغلام ورمى فوقع في صدغه فمات فقال الناس آمنّا بربّ الغلام فقيل له أرأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك آمن الناس فأمر بالأخدود فخدّدت على أفواه السّكك ثمّ أضرمها ناراً فقال من رجع عن دينه فدعوه ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها وجاءت امرأة بابن لها فقال لها يا أماه اصبري فانّك على الحقّ قال ابن المسيّب كنا عند عمر بن الخطّاب إذ ورد عليه انّهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه فكلّما مدّت يده عادت الى صدغه فكتب عمر واروه حيث وجدتموه.
(١٠) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بلاهم بالأذى ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ بكفرهم وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ العذاب الزائد في الإحراق بفتنتهم.
وقيل المراد ب الَّذِينَ فَتَنُوا أَصْحابُ الْأُخْدُودِ وبعذاب الحريق ما
روي : أنّ النار انقلب عليهم فاحرقهم.
(١١) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ إذ الدنيا وما فيها يصغر دونه.
(١٢) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ مضاعف عنفه فانّ البطش أخذ بعنف.
(١٣) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ يبدأ الخلق ويعيده.
(١٤) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ لمن تاب وأطاع.
(١٥) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ العظيم في ذاته وصفاته.