التعب وتحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فانّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قد أمرني بأمر وأخبرني انّ الله سيفتح عليَّ وعليكم فأبشروا فانّكم على خير والى خير فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتّى إذا كانوا قريباً منهم حيث يرونه ويريهم وامر أصحابه ان ينزلوا وسمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب عليه السلام وأصحابه فأخرجوا إليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلمّا رآهم عليّ عليه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم من أنتم ومن أين أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون قال أنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ابن عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله واخوه ورسوله إليكم أدعوكم الى شهادة ان لا إله إلّا الله وانّ محمّداً عبده ورسوله ولكم ان أمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشرّ فقالوا له ايّاك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعدّ للحرب العوان واعلم انّا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غداً ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك فقال لهم عليّ عليه السلام ويلكم تهدّدوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوّة الّا بالله العليّ العظيم فانصرفوا الى مراكزهم وانصرف عليّ الى مركزه فلمّا جنّه اللّيل امر أصحابه ان يحسنوا الى دوابّهم ويقضموا ويُسْرِجوا فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالنّاس بغلس ثمّ غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتّى وطئهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم وأقبل بالأسارى والأموال معه فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلّى الله عليه وآله بما فتح الله على عليّ عليه السلام وجماعة المسلمين فصعد رسول الله صلّى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين وأعلمهم انّه لم يصب منهم الّا رجلين ونزل فخرج يستقبل عليّاً عليه السلام في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة فلمّا رآه عليّ عليه السلام مقبلاً نزل عن دابته ونزل النبيّ صلّى الله عليه وآله حتّى التزمه وقبّل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين الى عليّ عليه السلام حيث نزل