الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ* يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله لأنّ الله عزّ وجلّ قد انزل في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمّد صلّى الله عليه وآله ومبعثه ومهاجره وهو قوله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله إلى قوله فِي الْإِنْجِيلِ فهذه صفته في التوراة والإنجيل وصفة أصحابه فلمّا بعثه الله عرفه أهل الكتاب كما قال جلّ جلاله كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فراخه وقرئ بالفتحات فَآزَرَهُ فقواه من الموازرة وهي المعاونة أو من الايزار وهي الاعانة وقرئ فأزره كاجره في آجره فَاسْتَغْلَظَ فصار من الدقة الى الغلظ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ فاستقام على قصبه جمع ساق وقرئ سؤقه بالهمزة يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ بكثافته وقوته وغلظه وحسن منظره قيل هو مثل ضربه الله للصحابة قلوا في بدو الإسلام ثمّ كثروا واستحكموا فترقّى أمرهم بحيث اعجب الناس لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ علّة لتشبيههم بالزرع في زكائه واستحكامه وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً.
في الأمالي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : انّه سئل فيمن نزلت هذه الآية قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور ونادى مناد ليقم سيّد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمّداً فيقوم عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما فيعطي الله اللّواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم حتّى يجلس على منبر من نور ربّ العزّة ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيعطى اجره ونوره فإذا اتى على آخرهمْ قيل لهم قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنّة انّ ربّكم يقول لكم عندي لكم مغفرة واجر عظيم يعني الجنّة فيقوم عليّ بن أبي طالب عليه السلام والقوم تحت لوائه معهم حتّى يدخل الجنّة ثمّ يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنّة ويترك اقواماً على النار الحديث.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق عليه السلام : حصّنوا أموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً فانّه إذا كان ممّن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتّى تسمع الخلائق أنت من عبادي المخلصين ألحقوه بالصالحين من عبادي وأسكنوه جنّات النعيم واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور