وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بنقص ثواب وتضعيف عذاب.
(٢٣) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ قيل كان أحدهم يستحسن حجراً فيعبده فإذا رأى أحسن منه رفضه إليه.
والقمّيّ قال : نزلت في قريش كلّما هَوَوْا شيئاً عبدوه قال وجرت بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله في أصحابه الّذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام واتخذوا اماماً بأهوائهم وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ وخذله عالماً بضلاله وفساد جوهر روحه وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ فلا يبالي بالمواعظ ولا يتفكر في الآيات وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فلا ينظر بعين الاستبصار والاعتبار فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ من بعد ضلاله أَفَلا تَذَكَّرُونَ.
(٢٤) وَقالُوا ما هِيَ ما الحياة إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا التي نحن فيها نَمُوتُ وَنَحْيا قيل أي نموت نحن ويحيى آخرون ممّن يأتون بعدنا.
والقمّيّ هذا مقدم ومؤخر لأنّ الدهرية لم يقرّوا بالبعث والنشور بعد الموت وانّما قالوا نحيى ونموت وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ الّا مرور الزّمان وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ إذ لا دليل لهم عليه القمّيّ فهذا ظنّ شَكّ ونزلت هذه الآية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله بأمير المؤمنين عليه السلام وباهل بيته عليهم السلام وانّما كان ايمانهم إقراراً بلا تصديق خوفاً من السيف ورغبة في المال.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام في حديث وجوه الكفر قال : فامّا كفر الجحود فهو الجحود بالربوبيّة وهو قول من يقول لا ربّ ولا جنّة ولا نار وهو قول صنفين من الزّنادقة يقال لهم الدّهريّة وهم الذين يقولون وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبّت منهم ولا تحقيق لشيء ممّا يقولون قال الله عزّ وجلّ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ انّ ذلك كما يقولون.
وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قال : لا تسبّوا الدّهر فانّ الله هو