مخلوق ، ان الله عز وجل لا يستفزه شيء ولا يغيره» (١).
وإذا ابتليتم بذنب من اشراك بالله ام أيّة كبيرة عقائدية او عملية (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ ...).
هنا (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) وفي البقرة : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ. ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٥٢) وفي الأعراف : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(١٤٢).
أترى هذه الثلاث تحمل مواعدة واحدة جامعة مرة كما هنا ، ومفردة اخرى كما في هاتين؟.
كأنها هي! حيث الأربعون هي الثلاثون المتمّمة بعشر ، أم الأربعون تجمع المواعدتين ، الثلاثين الحاضرة الظاهرة ، والعشر المتمّمة لها بعدها ابتلاء لبني إسرائيل ، إلا انها لم تكن ظاهرة من ذي بدء.
وهذه المواعدة وان كانت تعم بني إسرائيل ، ولكنما موسى (عليه السلام) هو المحور الأصيل فيها ، فعلّه لذلك «وعدنا موسى ثلاثين ـ او ـ أربعين ليلة» ثم هنا (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) وهو الجانب
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٨٦ في كتاب التوحيد باسناده الى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال كنت في مجلس أبي جعفر (عليه السلام) إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى : (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) ما ذلك الغضب؟ فقال ابو جعفر (عليه السلام) هو العقاب يا عمرو انه من زعم ... وفيه عن الاحتجاج عنه (عليه السلام) مثله وفيه : من ظن ان الله يغيره شيء فقد كفر.