الأيمن حيث فيه يمين الوحي ويمنه. «واعدناكم» لنزول ألواح التوراة الحامل لهذه الشرعة الإلهية.
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) علاج حاسم ذو قواعد اربع بالنسبة لكل عصيان او طغيان ، ومنه الإشراك بالله وكما تطلبوه حين جاوزوا البحر : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا (١) مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) (٧ : ١٣٨) ، ومن ثم توغّلوه في غياب موسى ، مهما كان قتل أنفسهم شريطة التوبة : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٢ : ٥٤).
والتوبة في هذه الأربع هي الخطوة الاولى الى المغفرة ، وليست هي لفظة تقال ، انما هي عزيمة في القلب توبة الى الله في ترك الحوبة ، ومن المعصية الى الطاعة ، ومن طاعة الشيطان الى طاعة الرحمن.
ثم الخطوة التالية لها «وآمن» حيث العصيان يضر بالايمان او يمحيه ، فليرجع بالتوبة الى ما كان من الايمان ، فلا يكفي الإصلاح عمليا ما لم ينبع من ايمان.
ثم الثالثة (وَعَمِلَ صالِحاً) حيث الايمان دون العمل الصالح لا يفيد تلك الفائدة المترقبة ، فكما ان العاصي عصى في قلبه وبقالبه ، فليؤمن بقلبه وقالبه ، و «صالحا» منكّرا هو الذي يصلح ما أفسده ويزيله الى صالح لحظيرة الايمان وحضرة الرحمان.
ثم الرابعة والاخيرة في هذا المسرح (ثُمَّ اهْتَدى) أتراه لم يهتد بعد بهذه الثلاثة ، وكلّ من بنود الاهتداء؟ اجل ، ولكنما المعني من (ثُمَّ اهْتَدى) بعدها ، هدى بعد هدى ، فلا تكفي للمغفرة الشاملة الكاملة ان