دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)(٢٩)
سورة الأنبياء تحمل صورة وضاءة عن ثورة الأنبياء وسيرتهم طول التاريخ الرسالي وما لا قوه في سبيل الدعوة من اذيات وعرقلات وحرمانات ، سردا لاكثر من النصف المذكورين في الذكر الحكيم بأسمائهم ورسولنا العظيم بسماته وبصماته ، فهم ـ إذا ـ ثمانية عشر كادريس ونوح وابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى ومن بينهم كلوط وهارون وداود وسليمان وأيوب وذي الكفل وذي النون وزكريا ويحيى ، وفي ذلك المسرح الفصيح الفسيح تلميحات وتصريحات ان لخاتم المرسلين ما لهم أجمعين وزيادة حتى في صعوبات الدعوة ، ولم يبق من المذكورة اسمائهم في القرآن في السورة إلا ثمانية منهم (١) فحقّ لمن قرءها حبّا لها بشروطها ان يرافقهم في جنات النعيم (٢) ويسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن (٣).
فقد حملت هذه السورة ذكريات عن اولي العزم الذين دارت عليهم الرحى ، وعمّن ساندوهم في دعواتهم الرسالية ، فحق لها وأحرى ان تسمى سورة الأنبياء.
وميادين البحث فيها هي الأصول الثلاثة : التوحيد والرسالة والمعاد
__________________
(١) كآدم وشعيب وهود وصالح ويوسف والياس.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٤١٢ ثواب الأعمال باسناده الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من قرء سورة الأنبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم وكان مهيبا في أعين الناس حياة الدنيا.
(٣) وفي المجمع أبي بن كعب عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : من قرء سورة الأنبياء حاسبه الله حسابا يسيرا وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن.