النذير.
(طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) ٣
«طه» اسم من اسماء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) نداء ك «يس» «ن»(١) في القرآن او سواه (٢) وهنا (عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) دليلان اثنان على ذلك النداء ، وثانيتهما يبرهن على مدى شقاءه في مرضات الله ، هيمانا في الله ، وشغفا في ذات الله ، ابتغاء مرضات الله ، اصطناعا لنفسه اكثر مما هي ، واصطناعا للمرسل إليهم اكثر مما هم ، وكما أمر بالأمرين في المزمل (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً .. إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً) فقدم الإمر من الأمرين فقام الليل طويلا طويلا حتى تورّمت قدماه فجعل يرفع رجلا
__________________
(١) ففي القرآن ما في تفسير البرهان ٣ : ٢٩ عن التوحيد للصدوق سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن هاشم عن غثم بن عيسى عن حماد الطنافسي عن الكلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال يا كلبي كم لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) من اسم في القرآن ، فقلت : اسمان او ثلاثة فقال يا كلبي له عشرة اسماء : وما محمد الا رسول ـ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ـ ولما قال عبد الله ـ طه ـ يس ـ ن ـ يا ايها المدثر ـ يا ايها المزمل ـ قد انزل الله إليكم ذكرا رسولا ـ قال : الذكر اسم من اسماء محمد ونحن اهل الذكر ..
أقول : وقيل انه من اسماء القرآن او السورة او اسم الله او مفتاح الاسم الطاهر والهادي ، والمصدق منها اضافة الى انه من اسماء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) مفتاحا لصفات من الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) واسما للسورة.
(٢) الدر المنثور ٤ : ٢٨٩ ـ اخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم): لي عشرة اسماء عند ربي قال ابو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد واحمد وابو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والمعاقب والحاشر وزعم سيف ان أبا جعفر قال : الاسمان الباقيان طه ويس ،