وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى)(٣٦)
ملامح السورة ومصارحها برهان قاطع لا مرد له انها كلها مكية ، وفيها من ذكريات التسليات من تاريخ الرسالات ولا سيما الموسوية ، ما تطمئن خاطر الرسول الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكما تبدء به «طه» وتختم به : (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ .. وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ .. وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ .. قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) ١٣٥ وبينهما قصص موسى وهرون ، ثم آدم وزوجه وهما أهم القصص الرسالية ومعارضيها طول التاريخ الرسالي ، وأكثرها ذكرا في الذكر الحكيم.
ويا لها من ظل ظليل يغمر غالبية جوها ، علوي جليل تخشع له القلوب وتحار دونه الألباب وتخضع النفوس : تجلي الرب بالوحي بالوادي المقدس على عبده موسى كما تجلى بربوات المقدسين على «فاران» حرى! تلك المناجاة الطويلة في بزوغ وحي التورات ، والليل ساكن وموسى وحيد ، وكما ناجى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) في ساكن الليل والرسول وحيد بفاران ، وبين الرسولين والوحين والكتابين تشابهات منقطعة النظير عن كل بشير ونذير ، مما تربط السورة كلها بهذا البشير