الفجر والعصر وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) (١) ومن أطراف النهار التطوع بالنهار (٢).
(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى)(١٣١).
«عينيك» الظاهرتين ، او الظاهرة والباطنة استعظاما ل (ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) من اموال وبنين وسائر الحيويات الحيوانية الدانية في هذه الدنيا ، و «أزواجا» هي القرناء فروعا وأصلاء ، مهما شملت ازواج الزواج ، فانها لا تختصها حيث المتع لا تحصر فيهم مهما كانت متعة الجنس من أعلاها ، ولكنها تعم عامة الذكران والإناث.
و (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) هي الطالعة فيها كما تطلع زهرات النباتات ، ولكنها سريعة الذبول والأفول ، وكذلك زهرات الدنيا بأسرها الا ما يتذرع بها الى الاخرى.
وهذه الزهر والمتع ليست لهؤلاء الأنكاد إلا (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) فيما متعناهم
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣١٢ ـ اخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن جرير عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في الآية قال : قبل طلوع الشمس صلاة الصبح وقبل غروبها صلاة العصر وفيه عن عمارة بن رومية سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول : لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٤٠٧ في الكافي عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له : وأطراف النهار لعلك ترضى قال : يعني تطوع بالنهار وفيه في تهذيب الأحكام عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل وفيه بعد ان ذكر (عليه السلام) ما جرت به السنة في الصلاة فقال ابو الخطاب : أفرأيت ان قوي فزاد؟ قال : فجلس وكان متكئا فقال : ان قويت فصلها كما كانت تصلى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة من الليل ان الله عز وجل يقول (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ).